بيان شكر من قبل قيادة قوات جبهة الأكراد لعوائل المقاتلين على مساندتهم وصبرهم ووقوفهم معنا في مسيرتنا الثورية

بسم الله الرحمن الرحيم السادة والسيدات والأمهات والآباء الأخوة والأخوات أهالي المقاتلين الأبطال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلنا الكرام أبناء الكرام تحية وبعد إننا اليوم نقف أمامكم لا بكلمات معتادة، بل بقلبٍ ممتن، وبصوتٍ يحمل في نبراته كل الاحترام والتقدير. أنتم لستم فقط أهل المقاتلين، أنتم عماد الصبر، وصوت التضحية الصامت، وأنبل صور الوطنية التي لا تُنقل في الأخبار ولا تُعرض في الاحتفالات، بل تُحفظ في قلوبنا وذاكرتنا الوطنية. إنّ كل رفيق مقاتل في الميدان، يقف خلفه بيتٌ يضيء بالشوق، وقلبٌ يدعو له كل ليلة، وأمٌ ترفع كفّيها إلى السماء، وزوجة تحتضن الغياب بصبرٍ جليل، وأبٌ يزرع في أحفاده حكايات المجد والشرف. أنتم الذين قدّمتم أبناءكم فداءً لهذا الوطن، وأنتم الذين تربّت في بيوتكم معاني الرجولة والوفاء والانتماء. أيها الأعزاء الوطن لا يُبنى بالحجارة وحدها، بل يُبنى بالرجال، وبالقلوب التي تحب دون مقابل، وبالعائلات التي تُدرك أن الأمن لا يُشترى، بل يُصنع بالتضحيات. أنتم اليوم شركاء في كل إنجاز يحققه أبناؤكم، وفي كل نصر يتحقق على أرض الميدان. إن أبناءكم ليسوا وحدهم مقاتلين، بل أنتم أيضًا جنود في معركة الصبر والثبات والإيمان بقضية الوطن. إن الوطنية ليست شعارًا نرفعه، بل هي سلوك نعيشه، ومسؤولية نتحمّلها. وهي تبدأ من البيوت التي تربّي أبناؤها على الشرف والكرامة، وتزرع فيهم حب الأرض والإنتماء. وها أنتم فعلتم، بل وربيتم أبطالاً أقسموا أن لا يهنأ لهم عيش ما دام وطنهم في خطر. لقد أثبتم أنكم أبناء وطن أصيل، لا تهزّه المحن، ولا تضعفه الظروف. ونحن نعلم جيدًا أن فراق الأبناء والزوج والأخ ليس أمرًا سهلًا، لكنكم صبرتم، واحتسبتم، و وقفتم في ظهر أبنائكم تدفعونهم للمزيد من الثبات. إننا نمر في مرحلة تتطلب من الجميع، كلٌ في موقعه، أن يكون درعًا للوطن. وأنتم اليوم في الخط الأمامي من جبهة الوعي الوطني. كلماتكم في بيوتكم، رسائلكم إلى أبنائكم، مواقفكم في محيطكم الإجتماعي، كلها أدوات مقاومة تُكمل ما يصنعه أبناؤكم على الجبهات. علينا جميعًا أن نغرس في نفوس أبنائنا معنى أن يكون الإنسان وطنيًا حتى في أبسط تصرفاته. في احترامه للتنظيم، في إخلاصه لعمله، في حرصه على وحدة صفّه، وفي وقوفه ضد الشائعات والدعوات المشبوهة التي تهدف إلى زرع الفتنة والضعف. وعلى هذا الأساس يجب ان تكون عائلتنا مصدراً للإخلاص وركيزة أساسية في الوعي الوطني وأن تدرك كل عائلة ما على عاتقها من مهام وجدانية في هذه الثورة المباركة، أهالينا الأبطال اسمحوا لي أن أقولها بصدق: أنتم الكتائب التي تحرس الجبهة من الخلف. أنتم الدعامة الأخلاقية والمعنوية التي تسند كل بندقية، وتشد على قلب كل مقاتل في موقعه. فلا تترددوا في الفخر، ولا تسمحوا لليأس أن يتسلل، وكونوا دومًا كما عهدناكم أصحاب إرادة لا تلين. ختامًا، أقول لكم: كما يقال لرفاقنا على الجبهة "ثبّت الله خطاك"، نقول لكم: "ثبّت الله قلوبكم، وبارك فيكم، ورفع قدركم". وإننا، في القيادة العامة ، نُدرك عظيم دوركم، ولن ننسى ما قدّمتموه، ولا ما تتحمّلونه من أجل هذا الوطن الغالي. عاشت عوائل الأبطال عاشت أُخوة الشعوب عاشت سورية حرة ديمقراطية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته القيادة العامة لقوات جبهة الأكراد

زر الذهاب إلى الأعلى